نظرية داروين للتطور عن طريق الانتخاب الطبيعي

تُعتبر نظرية داروين للتطور عن طريق الانتخاب الطبيعي من أهم النظريات التي وضعت لتفسير كيفية تغير الأنواع على مر الزمن، وقد ساهمت هذه النظرية في إحداث تحولات جذرية في فهمنا لعملية التطور والبيئة والبيولوجيا بشكل عام. ومن الأهداف المحددة للدراسة في هذا الموضوع هي:

تحديد الطالب للمبادئ الأربعة للانتخاب الطبيعي.
تحديد الطالب للدليل الذي أقنع داروين بإمكانية تغير الأنواع مع مرور الوقت.
جدولة الطالب للعالماء الذين أثروا في داروين أثناء وضع نظريته.
تتبع الطالب لخط سير رحلة داروين على متن سفينة HMS Beagle.

تصورات ما قبل رحلة داروين عام 1831

قبل انطلاق داروين في رحلته على متن HMS Beagle، كانت نظرة العالم للبيئة والنباتات والحيوانات تتسم بعدة جوانب:

كان يُعتقد أن عمر العالم لا يتجاوز 6000 عام.
العالم لم يكن به أي تغيرات نوعية لدى النباتات والحيوانات.
مفهوم التغير التدريجي لم يكن قيد الفهم.

رحلة داروين على متن HMS Beagle

انطلقت رحلة داروين عام 1831 حيث أبحرت السفينة من إنجلترا إلى سواحل أمريكا الجنوبية. واستمرت الرحلة لمدة خمس سنوات، وقام داروين خلال هذه الرحلة:

باستطلاع سواحل أمريكا الجنوبية.
بجمع عيّنات حيوية وجيولوجية.
بملاحظة أحافير الحياة البحرية الموجودة عند ارتفاعات جبال الأنديز.
بالرسو في جزر غالاباغوس سنة 1835.

نتائج رحلة داروين

خلال رحلته، جمع داروين العديد من المجموعات الكبيرة من الصخور والأحافير والنباتات والحيوانات. وقد أثرت عدة كتب وعلماء على تفكيره:

قرأ داروين كتاب "مبادئ الجيولوجيا" للعلم تشارلز لايل، والذي اقترح أن عمر الأرض يتجاوز الملايين من السنين.
درس اكتشاف أحافير عملاقة لحيوانات ثديية صغيرة الحجم.
لاحظ الطريقة التي تدفع بها الزلازل الصخور إلى ارتفاعات مرتفعة بسرعة كبيرة.
جمع طيور المحاكاة وعصافير الحسون، التي أظهرت أنواعًا مميزة في الجزر المختلفة.
لاحظ تأثر شكل القواقع في تحديد أصول السلاحف العملاقة في الجزيرة.

التربية الانتقائية والانتخاب الطبيعي

بعد رحلة داروين، انتقل للتفكير في كيفية تغير الأنواع من خلال المزاوجة الانتقائية. ودرس كيف يمكن اختيار وتربية السلالات التي تحمل صفات مرغوبة. فقد اكتشف أنهم قادرون على تحقيق تغييرات في الأنواع بما يعرف بالتربية الانتقائية أو الانتخاب الصناعي، مما دفعه للتفكير بأن هذه العمليات يمكن أن تحدث بنفس الشكل في الطبيعة.

قرأ داروين مقالًا لعالم الاقتصاد توماس مالتوس الذي تحدث عن الزيادة السكانية وصراع البقاء، مما ساعده في تطوير مفهوم الانتخاب الطبيعي. حيث افترض أن بعض المتنافسين في الطبيعة يكونون مجهزين بشكل أفضل للبقاء على قيد الحياة، بينما يموت الأقل تجهيزًا. وقد سمى داروين هذه العملية "الانتخاب الطبيعي".

المبادئ الأربعة لنظرية داروين للتطور عبر الانتخاب الطبيعي

تقف نظرية داروين على أربعة مبادئ رئيسية:

التنوع: يظهر أفراد الجماعة الأحيائية اختلافات أو تنوعات.
التوريث: يمكن أن تكون التنوعات موروثة من الآباء إلى الأبناء.
الافراط في الإنتاج: الكائنات الحية تفرز ذرية تتجاوز الموارد المتاحة.
الميزة التكاثرية: التنوعات التي تعزز النجاح في التكاثر تزيد فرص بقاءها في الأجيال القادمة.

تقدم النظرية

في عام 1848 تقريبًا، بدأ داروين في تأليف كتاب متعدد الأجزاء يجمع الأدلة على التطور، وفي عام 1858، قدم عالم الطبيعة ألفريد راسل والاس نظرية مشابهة لنظرية داروين. وانتهى داروين بنشر كتابه "أصل الأنواع" عام 1859، حيث استخدم فيها مصطلح "التطور" في الآونة الأخيرة في الكتاب.

أهمية الفهم العلمي

التطور هو مصطلح يشير إلى التغيرات التراكمية في مجموعات الكائنات الحية على مر الزمن، والانتخاب الطبيعي ليس مرادفًا للتطور ولكنه الآلية التي يحدث من خلالها. تعتبر دراسة هؤلاء العلماء وآرائهم والتغيرات التاريخية التي مروا بها خطوة مهمة لفهم الحياة وتنوعها على الأرض.

نظرية داروين ومبادئ الانتخاب الطبيعي

نظرية داروين ومبادئ الانتخاب الطبيعي